بعد الإحتلال الأمريكي عام ٢٠٠٣، قام الشيخ عدنان عبد المنعم الرشيد بدعّوة أبرز رؤساء عشائر العراق العربية إلى إجتماع دوري للتباحث في ما آل إليه وضع العراق خاصةً وأن الإحتلال همش رجالات العراق الأهم اجتماعياً من كبار شيوخ العشائر، واعتمد على القيادات الطائفية القادمة من خارج العراق. كان المجتمعون، وعددهم (٢٥) يمثلون أهم القيادات العشائرية من جميع محافظات العراق العربية من الموصل إلى البصرة، وكانت الإجتماعات تُعّقَد كل شهر تقريباً. ومنذ البداية أجمع الكلّ على ضرورة تجاوز رموز الإحتلال المحليين بقيادة بريمر، والإتصال مباشرةً بالبيت الأبيض، وطرح موضوع إنهاء الإحتلال وإقامة حكم مدني بعد إنتخابات تأسيسية. كانت مطالبات تجمع الشيوخ تصل إلى الرئيس الأمريكي مباشرةً وبعدة وسائط، ومن ضمن تلك القنوات الشيخ حمد بن جاسم، رئيس وزراء ووزير خارجية قطر آنذاك. وكانت تجري ترتيبات لإرسال وفد من الشيوخ لمقابلة الرئيس الأمريكي بوش لطرح مطالبهم عليه مباشرةً، وكانت مخاطبات تجُمع الشيوخ تصل، بالإضافة للرئيس الأمريكي، إلى أعضاء مجلس الأمن، ورؤساء الدول دائمة العضوية فيه. أدّت هذه المساعي، وغيرها، إلى صدور قرار مجلس الأمن بإعادة السيادة للعراق في أواسط عام ٢٠٠٤، وتكليف الأخضر الإبراهيمي، مساعد الأمين العام، ووزير الخارجية الجزائري الأسبق، بتشكيل حكومة إنتقالية للعراق تنفيذاً لقرار مجلس الأمن المتعلق بإعادة السيادة للعراق. وكان للشيخ عدنان علاقة بالأخضر الإبراهيمي منذ بداية الثورة الجزائرية في أوائل الستينات، عندما كان الشيخ في قيادة جمعية الطلبة العراقيين في بريطانيا والإبراهيمي في قيادة الطلبة الجزائريين في الخارج. أول ما وصل الأخضر الإبراهيمي إلى بغداد إتجه إلى حيث يُعقَد تجمع شيوخ العراق برئاسة الشيخ عدنان، وحضر الإبراهيمي جلسة التجمع وإستمع إلى آرائهم، كما تناول الطعام معهم. قام الشيخ بعد ذلك بإعداد سلسلة من اللقاءات للإبراهيمي بأوساط المجتمع العراقي من رجال أعمال ومهنيين، كما رتب له لقاء سري مع عدد من قادة المقاومة المسلحة ضد الاحتلال. وهكذا نجح العمل الصامت والدؤوب في لعب دور مهم في إعادة سيادة العراق وتشكيل الحكومة المؤقتة.