الجذور

عودة

 يجمع الجنابيون في العراق، أولاد محمد بن علي بن عكاب، إنهم من الكلبيين من قضاعة من اليمن. وهم بذلك من العشائر العربية اليمانية القحطانية.

ويرد الجنابيون إنتسابهم إلى فرع عدي  بن جناب وما يتفرع من بعده من الكلبيين.

ومن ظريف الأحداث التي مرت على زهير بن جناب، والتي تحولت بمرور الأجيال إلى حكاية البئر، التي يتناقلها الكثير من العشائر الفراتية أن محمد جد الجنابيين أخفى البئر على أبناء عمومته في أحدى الغزوات بأعالي الفرات "فجنبوه"، وسمي بالجنابي.

الأصل الذي ورد في جميع المراجع التاريخية من مروج الذهب للمسعودي إلى نهاية الإرب في معرفة أنساب العرب للقلقشندي، أن زهير بن جناب ولي قبل حوالي القرن من ظهور الإسلام أمر السقاية على طريق القوافل إلى مكة. وكان فيها بكر وتُغلب، اللذين حرمهم من ورد الآبار في سنة مجدبة، فتآمروا عليه وطعنوه أثناء نومه وظنوا أنه مات. وجاء قومه وحملوه بإدعاء دفنه. ولما شفيّ من جرحه حمل على بكر وتُغلب "وفعل فيهم الأفاعيل".

ومن شعره:


 فأنـا حيـث لا نخـفي عليـكم          ليـوث حيـث يـحتـضر اللـواء


 فقد أضحى لحـي بني جناب          فضاء الأرض والماء الرواء


ويتضح أن الإشارة إلى "حي بني جناب"  انه كان هناك قوم يسمون أنفسهم بني جناب من قبل الإسلام رغم أن العرب كانت تعرفهم بالكلبيين. كما كانت لهم "أحياء" ومرابع يعرّفون بها بإسم "بني جناب".

وكانت آخر مستوطنات فرع الكلبيين اللذين ينتسب لهم الجنابيين في العراق، هي دومة الجندل بالسعودية اليوم. ومنها ساروا مع الفتوحات الإسلامية إلى بلاد الشام. وتفرقوا بعد سقوط الدولة الأموية.

ورغم عدم وجود مدونة متفق عليها على سلسلة النسب بين محمد بن علي بن عكاب الذي دخل العراق مع عشيرته من العشائر العربية الرحل في أعالي الفرات، وبين زهير بن جناب الكلبي، إلا أن أكثر الأنساب المروية وبعض المخطوطات تشير إلى تكرار أسماء جناب وزهير ومحمد في مختلف المصادر، لمشجرات العشيرة من محمد بن علي بن عكاب وصولاً إلى زهير بن جناب (سبعة قرون).

كان تواجد محمد بن علي بن عكاب في العراق بعد سقوط الدولة العباسية وقبل تأسيس الدولة العثمانية. وتؤكد المدونات والمنقولات الشفاهية، أن العشائر العربية الرحل في تلك الفترة كانت تدخل في تحالفات شبه عسكرية ومنها تحالف زبيد الصغرى، بين الجنابيين والجبور، والدليم والعزة والعبيد. وبعد هذه الفترة أعيد تداول الأسطورة القديمة حول قيام زهير بن جناب بحرمان بكر وتغلب من ورد الآبار، وصار محمد، جد الجنابيين، هو من أخفى البئر على حلفائه، ليتفرد بالغزوة التي أعدت لإرجاع بعض السبايا من نساء زبيد والأنعام التي سلبت منهم. (أنظر الجنابيين والبئر).

عاش محمد جد الجنابيين في العراق في فترة إنهيار الدولة العباسية وظهور ممالك وإمارات، وكانت أغلب القبائل العربية وخاصة المتنقلة منها تتنقل بين بادية الشام وجزيرة العرب، غرب الفرات، وما بين النهرين شمال بغداد.

وبالإمكان تتبع تنقل أبناء محمد بن علي بن عكاب من دير الزور شمالاً إلى الفرات الأوسط جنوباً خلال السبع قرون الماضية. وإلى قبل حوالي ثلاثة قرون إستوطن قسم منهم في بغداد، وخاصة من فخذ السويفات. كما تسرب قسم منهم في منطقة الجزيرة عبوراً من أعالي الفرات بإتجاه بيجي، وخاصة من فخذ البوصكر، ولهذا سمي بعض الجنابيين في منطقة الصينية بالصجريين، نسبة إلى صكر بن محمد علي بن عكاب، هذا رغم أن بعض رؤسائهم من فرع الجوهر من فخذ المراشدة، وبينهم كذلك مجموعة مهمة من السويفات في الصينية.

إستمرت هجرة الجنابيين جنوباً من الرمادي إلى جرف الصخر عبوراً إلى الفرات الأوسط.

هناك من يدعي أن تواجد الجنابيين في الفرات الأوسط هو هجرة مستقلة من الجزيرة العربية إلى جنوب العراق والفرات الأوسط. ولكن من يتتبع أنساب الجنابيين اليوم يجد أن هناك من نفس النسب حمايل في الصينية وجرف الصخر وشمال بابل. فنجد أن من ينتسبون إلى فخذ البوصكر موجودون في الصينية وفي النجف، وكذلك الحال مع بقية الأفخاذ مثل ألبومهلهل وألبوحسون اللذين هاجر الكثير منهم جنوباً إلى الفرات الأوسط وصولاً إلى الديوانية. وليس هناك أي دليل على وجود هجرة مباشرة للجنابيين من جزيرة العرب إلى الفرات الوسط.

 


التالي
السابق
الموقع الرسمي لعشيرة الجنابيين – جميع الحقوق محفوظة