مقال للمستشار الاعلامي عبدالحسن الجنابي
عودة


من وحي ملحمة الطف الإصلاحية

الاصلاح غايه عظيمه

لا تتحقق الا بتضحيات عظيمه

"""""""""""""""""""""""""""""

 بقلم/ المستشار الاعلامي عبد الحسن الجنابي

     تطل علينا هذه الايام الذكرى السنوية لثورة الاصلاح الكبرى التي قادها سبط الرسول الاكرم الامام الحسين بن علي بن ابي طالب عليهما السلام وكان ثمنها خير فتيه وازكى نفوس واطهر دماء هم فتية ونفوس ودماء اّل بيت النبوة وصحبهم الكرام

   ان معركة كربلاء يصورها البعض وللأسف وكأنها حركة تمرد قادها الامام الحسين ضد يزيد بن معاوية واستطاع الاخير ان يخمدها بعد أن قتل الحسين ومن معه في أرض كربلاء

لكن جوهر هذه الثورة واسبابها الحقيقية ومكانة طرفي النزاع فيها والتضحيات الجليلة التي قدمت وهول الفاجعة التي ألمت بالحسين وأل بيته واصحابه وما تعرضت له عائلته من سبي وتنكيل كل ذلك جسد صوره اخرى لملحمة كربلاء غير الصورة التي حاولت الماكنة الإعلامية لقتلة الحسين أشاعتها وترسيخها في أذهان الاجيال جيلاً بعد جيل

     ان ما جرى في كربلاء في العاشر من محرم سنة 61 هجريه الموافق 12 تشرين الأول سنة 680 ميلاديه ملحمة بكل المقاييس فليس بالشيء اليسير أن يجرأ احد مهما كان ثقله ومقبوليته وامكانياته أن يتحدى نظام حكم أستطاع أن يحصن نفسه بكل مقومات البقاء واستعداده بالبطش بمنافسيه دون رحمه ومهما كان الثمن

  ألا ان المهام الجسام لها اهلها ورجالها الافذاذ كالحسين الثائر المصلح الذي استوطن لكل الاحتمالات واقسى العواقب من أجل ان يحدث على الاقل صرخ مدويه بوجه الباطل والفساد والمفسدين ويؤكد بالفعل لا بالقول حسب أن طريق اصلاح احوال أمة جده رسول الله صلى الله عليه وأله وسلم لابد أن يعبد بالتضحيات الجليلة والدماء الزكية حتى وأن كانت دماء ال محمد الأمر الذي جعله يرفض كل دعوات العدول عن قراره بالخروج الى العراق كمنطلق لثورته الإصلاحية وكان عليه السلام يرد على من يقول له أنك ستقتل في العراق بالقول ( شاء الله أن يراني قتيلا )

قالوا له أذا لماذا تصطحب عيالك واطفالك طالما انك تعرف مسبقا مصيرك

   قال ( شاء الله ان يراهن سبايا ) ثم يردف قائلا / عهد عهده لي ابي عن جدي رسول الله

  اذن ما اعظم الغاية التي كان يرومها الامام الحسين عليه السلام واي اصلاح هذا الذي يتطلب ان تزهق بسببه روح ابن بنت النبي الذي لا يوجد على وجه الارض ابن بنت نبي سواه وتسفك دماء كوكبه من ال عبد المطلب وتسبى من اجله نساء وأطفال ال علي وال جعفر الطيار وال عقيل بن ابي طالب وغيرهم من قرابة رسول الله

   نعم ان اصلاح شؤون أمة محمد المصطفى التي أوكل الله سبحانه وتعالى لها حمل اوزار اخر رسالات السماء السمحاء تتطلب رجل همام مقدام مضحي كالحسين الشهيد الذي جعل من ملحمة الطف في كربلاء مدرسه عظيمه نشرت مبادئ ثورة الاصلاح الحقيقي وخرجت القادة الاباة الذين نهلوا من فكر الثورة ومبادئ الحسين  الكثير الكثير من معاني البطولة والاباء والثبات على المواقف المشرفة والاستعداد لتقديم جل التضحيات من اجل تحقيق الغايات والاهداف السامية وفي مقدمتها ثوابت الدعوة الإسلامية ونهج القرآن وسنة الرسول الاكرم ونهج العترة الطاهرة من ال بيت النبي والسلف الصالح من الصحابة الكرام

    لقد اجج الامام الحسين روح الثورة وتحدي الباطل والانحراف في نفوس الاباة جيلاً بعد جيل وجعل من وحي ثورة كربلاء نبراساً يهتدي أليه الثوار ويستنيرون به طريق المجد والاباء

     وفي هذه الايام التي نستذكر فيها ثورة الامام الحسين التي كانت بنظر البعض ما هي الا حركة تمرد اخمدت في حينها الا انها اصبحت مشعل حريه تضيئ انواره كل ارجاء الدنيا وتحيي ذكراها معظم شعوب العالم -- اقول في ذكرى هذه الثورة العظيمة لابد ان نستلهم منها العزم ونعلن اصلاح حقيقي في البلد الذي شهد انطلاق ثورة الحسين وفي كربلائه استشهد الحسين وعلى ارضه شمخت قباب ورايات الحسين وأل بيته واصحابه  أنه عراق الحسين الذي مزقته السياسات الخاطئة  واضعفته اطماع الطامعين وفرقته التناحرات العرقية والطائفية المقيتة والولاءات الإقليمية والدولية  منذ اكثر من نصف قرن مضى

  هاهو العراق يستجير ولا يجار

  الجميع يرفع شعار الاصلاح والجميع لا يريد أن يفرط بمنصب حصل عليه ولا بامتياز ناله ولا بأموال حصل عليها     

   الحسين عليه السلام يريد منكم ان تستذكروا الثمن الذي قدمه في ثورته الإصلاحية فالحسين عِبره وعَبره والحسين نبراس وقدوه والحسين اصلاح وثوره والحسين فداء وتضحيه

 وسلام على الحسين يوم ولد ويوم استشهد ويوم يبعث حيا                                                                       


الموقع الرسمي لعشيرة الجنابيين – جميع الحقوق محفوظة