شروط تعجيزية تمنع عودة النازحين لجرف الصخر

عودة
26-08-2017

من الصحافة
صحيفة الشرق الاوسط
25/اب/2017
الشرق الاوسط/شروط تعجيزية تمنع عودة النازحين لجرف الصخر
يبدو ان حل مشكلة الاف العوائل المهجرة من ناحية جرف الصخر في محافظة بابل وعودتهم الى منازلهم مازالت بعيدة على المدى القريب بعد سلسلة الاجراءات التي اتخذتها الحكومة المحلية في محافظة بابل(40جنوب بغداد)فبعد ان اتخذ مجلس قضاء المسيب في المحافظة (يبعد نحو 12كيلوا متر جنوب جرف الصخر)في فبراير(شباط)الماضي قرارا تعجيزيا يلزم اهل الناحية بتسليم الجناة(المتورطين بأعمال ارهابية من أهالي الناحية )وتعويض المتضررين وضمان امن المنطقة عاد مجلس محافظة بابل وصوت على قرار قبل خمسة ايام يقضي برفع دعوى قضائية على كل من يطالب بعودة اهالي جرف الصخر النازحين الى مساكنهم.
وبرغم الاستغراب الذي ابداه رئيس الوزراء حيدر العبادي الثلاثاء الماضي من قرار مجلس بابل حيث قال ،استغرب قرار مجلس بابل الرافض لإعادة نازحي جرف الصخر الى مناطقهم .
تبدو عودة نحو 100الف نازح الى مدينتهم محل شك كبير .لجهة التعقيدات الطائفية والجغرافية والسياسية المتعلقة بالمنطقة فالمدينة (جرف الصخر)تقع على الضفة الشمالية لنهر الفرات في محافظة الحلة وتسكنها اغلبية سنية ونظرا لحقول النخيل والزراعة الكثيفة فيها حيث تتكون من تسع مقاطعات زراعية اتخذتها الجماعات الارهابية مثل تنظيم (القاعدة) أولا( وداعش )الذي سيطر عليها عام 2014مقرا لشن اغلب هجماتها على محافظات الحلة وبغداد وكربلاء حيث تبعد جرف الصخر عن مركز محافظة بابل نحو 30 كيلو متر وعن بغداد بحدود 60 كيلو متر وكذلك الحال مع محافظة كربلاء وكانت القوى الأمنية في بغداد تشير الى ان النسبة العالية من السيارات المفخخة التي تصل العاصمة بغداد تأتي من جرف الصخر وكذلك الحال مع بابل وكربلاء نظرا لارتباط المدينة مع محافظة الانبار وتماس حدودها مع قضاء الفلوجة شمالا. ولاتخفي القوى الشيعية عموما رغبتها بعدم عودة اهالي جرف الصخر الى منازلهم لخشيتهم من تكرار عودة الجماعات الارهابية اليها .ولعل قرار مجلس محافظة بابل ذات الاغلبية الشيعية الاخير .القاضي بمقاضاة المطالبين بعودة الاهالي يصب في هذا الاتجاه .وأبلغ مصدر مقرب من (التحالف الوطني)الشيعي(الشرق الاوسط) بالقرار الضمني بعدم السماح( النهائي) بعودة الاهالي (ويضيف)جرف الصخر تمثل مركز التقاء محافظة الانبار بمحافظتي بابل وكربلاء الى جانب قربها من بغداد. لذلك لا يسمح بعودة سكانها القدامى للخشية من تكرار تجارب الماضي .ويلفت الى وجدود شعور بعدم الرضا كبير على سكان المنطقة نتيجة سكوتهم او دعم بعضهم للجماعات المسلحة التي شنت هجمات كثيرة على كربلاء وبابل وبغداد.
ويشير المصدر الى ان السلطات المحلية في بابل(عمدت الى الغاء عقود تأجير الاراضي للمزارعين في جرف الصخر .خاصة اولئك الذين قاموا بإيجار الاراضي منذ سنوات بعيدة للحيلولة دون عودتهم للمدينة.
وكانت الفصائل المسلحة الشيعية خاضت معارك طاحنة عام 2014وقبله مع الجماعات المسلحة في جرف الصخر وبضمنها تنظيم داعش وتمكنت الفصائل بعد تنفيذ عملية (عاشوراء)من احكام سيطرتها على المدينة نهاية اكتوبر(تشرين الاول )من نفس العام وعمدت على اعادة تسمية المدينة واختارت لها تسمية (جرف النصر)بدلا عن (جرف الصخر)
وفيما اعتبر (تحالف القوى العراقية) ان قرار مجلس محافظة بابل بشأن عودة النازحين لناحية جرف الصخر(لا قيمة له قانونا) وطالب رئيس الوزراء حيدر العبادي بالتدخل وارجاع النازحين الى مناطقهم أعلنت النائبة عن( ائتلاف دولة القانون) عواطف نعمة امس تأييدها لقرار مجلس محافظة بابل ووصفت المنطقة( بأنها الأسوأ في تاريخ العراق)
وقالت نعمة في بيان صادر.(أشيد بقرار مجلس محافظة بابل برفع دعوى قضائية ضد السياسيين المطالبين بعودة نازحي جرف الصخر) معتبرة هذه المنطقة كانت وماتزال منطلقا للأعمال الارهابية ضد القوات الأمنية والحشد الشعبي والمدنيين .مضيفة ان مطالبة بعض الاصوات بإعادة نازحي جرف الصخر تعني(-بقصد او بدون قصد) عودة حاضنة الارهاب الى هذه المنطقة التي تعد أسوأ منطقة في تاريخ العراق .أذ كانت منذ عهد النظام البائد بؤرة للتكفيرين والوهابية وباتت اليوم مكان للقتل والخطف والتحضير للعمليات الانتحارية التي تستهدف القوات الأمنية والحشد الشعبي والمدنيين.



التالي
السابق
الموقع الرسمي لعشيرة الجنابيين – جميع الحقوق محفوظة